صناعة التمور في السعودية تنتعش بسبب الذكاء الاصطناعي

صناعة التمور في السعودية تنتعش بسبب الذكاء الاصطناعي

تأثرت صناعة التمور في السعودية مثل غيرها من الصناعات باتحديثات التي فرضتها ثورة الذكاء الاصطناعي، حيث تمتلك المملكة العربية السعودية سوقًا مزدهرًا للتمور؛ ولذلك تحرص على تطوير هذا السوق باستمرار، فهو لا يعَدّ منتجًا عاديًا أو عابرًا، بل يعتبر  رمزًا للكرم وإحدى الركائز الرئيسية للأمن الوطني، ولا سيّما مع وجود رؤية 2030 التي تهتم بتطوير سوق التمور من خلال الاعتماد على أحدث المعدات والتقنيات.

وتهدف المملكة العربية السعودية خلال الفترة القادمة إلى تنويع مصادر الاقتصاد الوطني، وتطوير صادراتها بعيدًا عن المشروعات النفطية بمختلف أشكالها. ولذلك، فإن الاهتمام بالقطاع الزراعي يُعَدّ من أولوياتها الكبرى، ولا سيّما قطاع التمور، إذ تُعَدّ المملكة من أكبر الدول المنتجة والمصدّرة للتمور حسب أحدث الاحصائيات العالمية.

أنواع صناعة التمور في السعودية

قامت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) في عام 2025 بتطوير نظام دقيق يشمل العديد من أنواع صناعة التمور في السعودية والتي تعتمد في تشغيلها على تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب توافر روبوتات متخصصة في عمليتَي التلقيح والحصاد لنخيل التمور. هذا الابتكار يفتح آفاقًا كبيرة لتقليل المخاطر البشرية، ويوفّر الوقت والجهد بشكل ملحوظ.

اقرأ أيضًا: السياحة في السعودية.. أحدث المؤشرات وفرص الاستثمار الأجنبي

قامت شركة نالا روبوتيكس، وهي الشركة الأكبر في مجال الآليات وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة الأمريكية، بتوضيح الأدوات والمعدات اللازمة لتطوير صناعة التمور في السعودية. وتسعى المملكة العربية السعودية إلى تحقيق كفاءة وسرعة أكبر في أداء المهام، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاج بطريقة احترافية. كما تسعى شركة نالا روبوتيكس إلى إنشاء مركز متكامل للتدريب والتطوير على تقنيات الذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية، بهدف تقليل تكلفة مصنع تمور في السعودية وبناء كوادر وطنية متخصصة في مجالي الروبوتات والذكاء الاصطناعي.

وسيتضمن المركز برامج تدريبية متقدمة لتأهيل الشباب السعودي على استخدام الروبوتات في القطاعات الصناعية والزراعية والخدمية. ومن هذا المنطلق، يحرص المركز على تنظيم ورش عمل تهدف إلى رفع الإنتاجية الزراعية وتقليل الاعتماد على الجهد البشري بمرور الوقت، مما يُسهم في خفض معدل الأخطاء والمخاطر التي قد يتعرّض لها العنصر البشري أثناء أداء المهام.

الروبوتات واتجاهات تطوير صناعة التمور في السعودية

ومع تعدد أنواع صناعة التمور في السعودية، يظل الاستثمار في مصنع تمور من أحد الخيارات الاستثمارية الواعدة. ولأن قطاع الأغذية والمشروبات يهتم بتطوير آلياته باستمرار، شهدت العديد من مشاريع الصناعات الغذائية الاعتماد على الروبوتات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل: الروبوتات الميدانية التي تقوم بعمليات الحرث بطريقة يسيرة تكاد تخلو من الأخطاء، إضافةً إلى تنفيذ مهام الرش والقطف. كما توجد روبوتات أخرى متخصصة في عمليات الفرز لضمان جودة التمور التي تم فرزها.

اقرأ أيضًا: اكتشف مراحل دراسة الجدوى الفنية للمشاريع الكبرى بالسعودية

وفي سبيل تحسين صناعة التمور في السعودية اتجهت المملكة إلى رفع جودة السلاسل الزراعية، حيث تبنّت وزارة البيئة والمياه والزراعة برنامج “المُسَيَّرات” لتطوير التحول الرقمي الزراعي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي والاستدامة البيئية، لتصبح واحدة من أكبر منتجي التمور على مستوى العالم.

تأثير الروبوتات على صناعة التمور في السعودية

أشارت مؤسسة مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية (كاوست) إلى أن فرز النخيل باستخدام الروبوتات يساعد في زيادة دقة الفرز في عمليات صناعة التمور في السعودية بنسبة تصل إلى 98% وبطاقة إنتاجية تبلغ 500 كجم في الساعة، وهو مثال واضح على الروبوتات الثابتة المستخدمة في مرحلة ما بعد الحصاد. ولا تقتصر هذه التقنية على تحسين جودة التمور وتقليل الأخطاء البشرية فحسب، بل تُسهم أيضًا في توفير الوقت والجهد المبذولين في عمليات الفرز التقليدية.

  1. ترشيد استهلاك الموارد المائية: تمتلك الروبوتات أنظمة دقيقة وذكية تمكّنها من الاستشعار الدقيق لكمية المياه التي تصل إلى جذور النباتات، مما يساهم في الحد من الهدر المائي خلال مراحل صناعة التمور في السعودية.
  2. تحسين جودة التمور: تسهم الأنظمة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في اكتشاف الآفات الزراعية التي تصيب النباتات، إضافةً إلى الفرز الدقيق للمنتجات الزراعية لضمان جودة أعلى للتمور.
  3. تقليل الأعمال التقليدية: تهدف المملكة إلى تطوير النظام في مصنع تمور وأتمتة المهام الصعبة والخطرة مثل صعود أشجار النخيل أو الرش الكيميائي، مما يقلل الحاجة إلى العمالة البشرية ويُعزّز مستوى الأمان الوظيفي.
  4. تحقيق رؤية 2030: تُركّز رؤية المملكة 2030 على تسريع التحول الرقمي الزراعي وتحقيق الاستدامة البيئية من خلال توظيف التقنيات الحديثة في القطاع الزراعي.
صناعة التمور في السعودية تنتعش بسبب الذكاء الاصطناعي

تحديات تواجه صناعة التمور في السعودية

تواجه المزارعين في المملكة العربية السعودية العديد من التحديات، خاصةً في زراعة التمور التي تُعد من أهم الأنشطة الزراعية الداعمة لأحد الأهداف الرئيسية للمملكة، وهو تحقيق الاكتفاء الذاتي. وعلى الرغم من التطور الذي تشهده صناعة التمور في السعودية لا يزال هناك جهد بشري كبير يُبذل في هذا القطاع، مما يجعل المزارعين يواجهون تحديات كبرى تؤثر بشكل مباشر على جودة المحصول، من أبرزها:

  1. الجهد البدني الكبير: إذ تتطلب عملية حصاد التمور صعود النخيل المرتفع، مما يجعل جمع التمور مهمة صعبة وشاقة.
  2. المخاطر الجسدية: حيث تُشكّل عملية الحصاد مخاطر جسيمة على سلامة العاملين بسبب طبيعة العمل في بيئة مرتفعة وغير مستقرة.
  3. نقص العمالة الماهرة: تعتمد المزارع خلال موسم الحصاد القصير على عدد محدود من العمال المهرة، ومع تراجع الإقبال على الأعمال اليدوية الشاقة، تزداد هذه المشكلة تعقيدًا.

وتبرز هذه التحديات الحاجة الملحّة إلى تبنّي تقنيات الحصاد الذكي والروبوتات الزراعية، التي من شأنها تقليل الجهد البدني، وتعزيز سلامة العمال، وزيادة الإنتاجية وجودة المنتج.

كيف بدأت المملكة في بناء الجانب التقني لقطاع نخيل التمور؟

شهد القطاع الزراعي في المملكة العربية السعودية خلال الفترة الماضية تطورات ملحوظة، حيث حرصت المملكة على دمج التقنيات الحديثة في مختلف التخصصات الزراعية. ومع تزايد التحديات المرتبطة بـ ندرة المياه وصعوبة العمل الزراعي، بدأت المملكة في الاعتماد على مجموعة من الحلول التقنية المتقدمة، من أبرزها:

  1. الاعتماد على الزراعة الذكية: إلى جانب استخدام تقنيات الاستشعار عن بُعد التي ساهمت بشكل فعّال في ترشيد استهلاك المياه وتحسين كفاءة الري.
  2. تطبيق تقنيات الري الذكي: والتي تعمل وفقًا لمستوى رطوبة التربة ودرجات الحرارة، مما ساعد في توفير المياه بنسبة تفوق 40% في بعض المناطق الزراعية.
  3. إدخال الروبوتات وتقنيات الذكاء الاصطناعي إلى الحقول: ومع التوسع في إنتاج التمور والحاجة إلى تقليل الجهد البشري، بدأت الجامعات ومراكز الأبحاث السعودية في تطوير حلول روبوتية مبتكرة لدعم المزارعين.
  4. التحول نحو الزراعة المستدامة: فاعتماد المملكة على التقنية في الزراعة لا يُعد مجرد تحديث للأدوات، بل يمثل تحولًا استراتيجيًا نحو نموذج زراعي مستدام يوازن بين زيادة الإنتاجية وحماية البيئة.

فوائد الدمج التقني في صناعة التمور في السعودية

يساهم دمج التقنية في سلاسل الإمداد الغذائي في تطوير صناعة التمور في السعودية، ويصبح الاستثمار في مصنع تمور أحد الخيارات الذكية، وتتعدد فوائد الدمج التقني، من أبرزها:

  1. تقليل الوقت والتكاليف التشغيلية؛ مما يؤدي إلى رفع كفاءة الإنتاج والتوزيع.
  2. تحسين سلامة وجودة الغذاء بفضل القدرة على تتبع كل منتج منذ خروجه من المزرعة وحتى وصوله إلى المستهلك.
  3. الحد من الفاقد والهدر الغذائي، وهو أحد الأهداف الرئيسة لرؤية المملكة 2030.
  4. تعزيز الثقة في المنتجات السعودية في الأسواق المحلية والعالمية بفضل الشفافية التي توفرها أنظمة التتبع الرقمي.

احصل على خصم 40% على دراسة الجدوى من آفاق

اطلب الآن

لأنك الأفضل

انضم إلى نشرة آفاق البريدية وكن أول من يعرف أحدث الفرص الاستثمارية والتحليلات الاقتصادية

نحن نعدك لن نرسل البريد العشوائي! ألق نظرة على سياسة الخصوصية الخاصة بنا لمزيد من المعلومات.