استضافة كأس العالم 2034 ينعش الاستثمار في الرياض وجدة

كأس العالم 2034

كشف تقرير حديث بعنوان “ما وراء الصافرة” صادر عن شركة جيه إل إل (JLL) للاستشارات والاستثمارات العقارية أن استضافة كأس العالم 2034 في السعودية ستُحدث تحولًا استراتيجيًا في قطاع الضيافة والسياحة، من خلال جذب تدفقات كبيرة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى السوق المحلية. وأوضح التقرير أن استضافة كأس العالم 2034 تتطلب من المملكة توفير أكثر من 15 ألف غرفة فندقية جديدة، وهو ما يمثل حافزًا قويًا لتوسيع وتحديث البنية التحتية السياحية في المدن السعودية المختلفة.

وبينما تواصل مدن مثل الرياض وجدة تصدر المشهد السياحي بفضل مشاريعها الكبرى، تشهد كل من أبها ونيوم نموًا متسارعًا كمناطق واعدة في قطاعي السياحة والضيافة. كما دعا تقرير جيه إل إل لتنظيم قطاع الإقامة البديلة مثل “Airbnb”، والتركيز على تأهيل الكوادر البشرية المحلية، لضمان استدامة المكاسب الاقتصادية وتعزيز التنويع الذي تسعى إليه رؤية المملكة 2030 في ظل الزخم العالمي الذي ستخلقه استضافة كأس العالم 2034.

استضافة كأس العالم 2034 في السعودية

السياحة السعودية قبل استضافة كأس العالم 2034

تتجه أنظار العالم نحو آثار استضافة كأس العالم 2034 في السعودية باعتباره الحدث الرياضي الأضخم في تاريخ المنطقة، والذي يُتوقع أن يُحدث تأثيرًا اقتصاديًا وسياحيًا يشمل جميع القطاعات الاستثمارية في السعودية. وبينما كان الهدف الأول هو التنظيم الرياضي المثالي، أصبح التركيز اليوم على تحويل السعودية إلى مركز عالمي للسياحة والضيافة، مدعومة برؤية 2030 واستثمارات ضخمة في البنية التحتية.

اقرأ أيضًا: دراسة جدوى مشروع فندق سياحي 4 نجوم على أرض المملكة العربية السعودية

وتعيش السياحة في السعودية مرحلة توسع غير مسبوقة. وفقًا لتقرير شركة JLL العالمية (2024)، شهدت المملكة في عام 2023 زيادة بنسبة 56٪ في عدد الزوار الدوليين مقارنة بعام 2019، لتصبح من أسرع الأسواق السياحية نموًا في العالم. كما ارتفعت مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 4.4٪، بعد أن كانت لا تتجاوز 3.8٪ قبل بضع سنوات؛ وهو مؤشر واضح على التحول الاستراتيجي في اقتصاد المملكة. وتكشف هذه الأرقام التطور الهائل في الاستعدادت من أجل استضافة كأس العالم 2034 في السعودية؛ واستقبال عشرات الملايين من الزوار والمشجعين من مختلف أنحاء العالم.

دروس من تجربة قطر 2022: السياحة أول الرابحين

تُظهر تجربة قطر في تنظيم كأس العالم 2022 مدى قدرة حدثٍ رياضي عالمي على تحفيز الاقتصاد السياحي. فقد استقطبت قطر أكثر من 2.5 مليون زائر دولي خلال البطولة، وسجلت 6.6 مليون ليلة فندقية في عام واحد، بينما ارتفعت أسعار الغرف اليومية (ADR) بنسبة 99٪ مقارنة بالعام السابق.

ولقد ألهمت هذه الأرقام المملكة العربية السعودية -حسب تقرير جي إل إل- لتطوير قطاع الضيافة بطريقة تضمن استدامة ما بعد البطولة، لا أن تكون الاستضافة حدثًا عابرًا. لذلك، لا تنظر المملكة إلى مونديال 2034 كحدثٍ رياضي فحسب، بل باعتباره فرصة لبناء إرث سياحي طويل الأمد.

استضافة كأس العالم 2034 في السعودية

استضافة كأس العالم 2034 تحدث طفرة

بحسب تقرير جي إل إل؛ يُتوقع أن تطلب الفيفا ما لا يقل عن 132 فندقًا من فئة 4 و5 نجوم موزعة عبر المدن المستضيفة. وتستجيب المملكة لذلك بخطط توسعية هائلة من أجل استضافة كأس العالم 2034، حيث تمتلك الرياض حاليًا أكثر من 22,700 مفتاح فندقي، مع نمو سنوي متوقع يبلغ 6٪ حتى عام 2030. أما مدينة جدة فتحتوي على حوالي 20,500 مفتاح فندقي، ومن المتوقع أن يرتفع الرقم إلى أكثر من 30,600 مفتاح بحلول عام 2030.

يبلغ معدل الإشغال الحالي في جدة يبلغ 63٪، مع متوسط سعر يومي للغرفة يقدر بـ 775 ريالًا سعوديًا، بينما تسجل الرياض إشغالًا أعلى يصل إلى 64٪ وسعرًا يقارب 913 ريالًا للغرفة. وتشير هذه الأرقام تشير إلى توازن صحي في الطلب والعرض حتى الآن، لكن التقرير يحذر من خطر فائض العرض في المدن الكبرى إذا لم تُوزع الاستثمارات بشكل متوازن، داعيًا إلى توجيه جزء من مشاريع الضيافة إلى المدن الصاعدة مثل أبها ونيوم.

استضافة كأس العالم 2034 يحقق السياحة المتكاملة

لا تقتصر استعدادات السعودية من أجل استضافة كأس العالم 2034 على بناء الفنادق فقط، بل تشمل أيضًا تطوير الوجهات الترفيهية والثقافية والدينية. فمشروعات مثل القدية، والعلا، ونيوم، ومشروع البحر الأحمر ستلعب دورًا رئيسيًا في استيعاب الزوار وخلق تجارب متنوعة تتجاوز حضور المباريات. كما تعمل وزارة السياحة وهيئة تطوير المشروعات الكبرى على رفع جودة الخدمات الفندقية والتدريب المهني للعاملين، وهي خطوة ضرورية لمواجهة تحدي نقص الكفاءات المؤهلة الذي أشار إليه التقرير كأحد المخاطر المستقبلية.

وهكذا تعتبر استضافة كأس العالم 2034 في السعودية فرصة واعدة لتجسيد أهداف رؤية السعودية 2030، خصوصًا في تنويع مصادر الدخل وجذب الاستثمارات الدولية.
فمن المتوقع أن تؤدي الاستضافة إلى رفع إنفاق الزوار الأجانب بشكل كبير، وتعزيز صورة المملكة عالميًا كوجهة آمنة ومتطورة ثقافيًا وسياحيًا. وتشير تقديرات أولية إلى أن تأثير البطولة قد يُسهم في زيادة المساهمة السياحية في الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من 6٪ بحلول عام 2035.

استضافة كأس العالم 2034 بين تحديات وحلول

رغم التفاؤل الكبير، إلا أن هناك تحديات قد تواجه السعودية في أعقاب استضافة كأس العالم 2034 وتحتاج إلى معالجة مبكرة، مثل مسألة توزيع الاستثمارات بين المدن لتفادي تركز الفنادق في مناطق محدودة. والبحث عن طريقة للحفاظ على إشغال المرافق وعدم تحوّلها إلى بنية تحتية مهجورة. وتأهيل الكوادر السياحية لضمان تجربة ضيافة عالمية المستوى.

حين تُعلن صافرة النهاية في مونديال 2034، لن تنتهي القصة بالنسبة للمملكة، بل ستبدأ مرحلة جديدة من الإرث السياحي والاقتصادي الذي ستخلفه اتضافة كأس العالم 2034 على جميع قطاعات الاستثمار في السعودية. فالبطولة ستُخلِّف وراءها بنية تحتية عالمية، ومدنًا أكثر حيوية، وقطاع ضيافة متطورًا سيُسهم في تعزيز مكانة السعودية كـ وجهة رائدة للسياحة والفعاليات الكبرى.

ويوصي التقرير بتفعيل شراكات بين القطاعين العام والخاص لتجاوز هذه التحديات، خصوصًا في تطوير وجهات مثل أبها والطائف ونيوم لتصبح محركات نمو جديدة. وتُظهر جميع المؤشرات أن استضافة كأس العالم 2034 ستكون نقطة تحول كبرى في تاريخ السياحة السعودية. وبين الاستثمار في الفنادق، وتطوير المدن، وتحديث البنية التحتية، تتجه المملكة بخطى ثابتة نحو مستقبلٍ يجعلها لا تستضيف الحدث فحسب، بل تصنع تجربة سياحية عالمية ستبقى في ذاكرة العالم لعقود.

لا تنتظر حتى تفقد أرباحك بسبب إدارة تقليدية!

استثمر الآن

لأنك الأفضل

انضم إلى نشرة آفاق البريدية وكن أول من يعرف أحدث الفرص الاستثمارية والتحليلات الاقتصادية

نحن نعدك لن نرسل البريد العشوائي! ألق نظرة على سياسة الخصوصية الخاصة بنا لمزيد من المعلومات.